9%

الأواخر منه شدّ المئزر واجتنب النساء وأحيى الليل وتفرّغ للعبادة(١) . وكان يقول عن الدعاء :(الدعاء مخّ العبادة) (٢) و(سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض) (٣) وقد كان دائم الاتصال بالله، دائم الانشداد إليه بالضراعة والدعاء في كل عمل كبير أو صغير، حتى كان يستغفر الله كل يوم سبعين مرّة ويتوب إليه سبعين مرة من غير ذنب(٤) ، ولم يستيقظ من نوم قطّ إلاّ خرّ لله ساجداً(٥) وكان يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة وستين مرّة ويقول:(الحمد لله ربّ العالمين كثيراً على كل حال) (٦) ولقد كان دؤوباً على قراءة القرآن وشغوفاً به.

ونزل عليه جبرئيل مخففاً لمّا أجهد نفسه بالعبادة بقوله تعالى:( طه* ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) (٧)

٣ ـ الثقة المطلقة بالله تعالى:

قال الله تعالى لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( أليس الله بكاف عبده ) (٨) .

وقال له أيضاً :( وتوكّل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) (٩) .

وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما قال الله تعالى على ثقة مطلقة به سبحانه.

ــــــــــــ

(١) الكافي: ٤ / ١٥٥.

(٢) المحجة البيضاء: ٢ / ٢٨٢.

(٣) المصدر السابق : ٢ / ٢٨٤.

(٤) بحار الأنوار: ١٦ / ٢١٧.

(٥) المصدر السابق : ١٦ / ٢٥٣.

(٦) الكافي : ٢ / ٥٠٣ .

(٧) طه (٢٠) : ١ ـ ٢ .

(٨) الزمر (٣٩): ٣٦.

(٩) الشعراء (٢٦): ٢١٧ ـ ٢١٩.