9%

جاء عن جابر أنه قال : كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله، فجاء رجل من المشركين وسيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معلق بالشجرة فاخترطه وقال: تخافني؟ قال:لا . قال: فمن يمنعك منّي؟ قال:الله . فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله السيف فقال: من يمنعك منّي؟ فقال:كن خير آخذ . فقال:تشهد أن لا اله الاّ الله وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكني أعاهدك أن لا اُقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلّى سبيله فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس(١) .

٤ ـ الشجاعة الفائقة :

قال الله تعالى:( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ) (٢) وجاء عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ـ الذي طأطأ له فرسان العرب ـ أنّه:كنّا إذا احمرّ البأس ولقي القومُ القومَ اتّقينا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فما يكون أحد أدنى من القوم منه (٣) .

ووصف المقداد ثبات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم أحد بعد أن تفرّق الناس وتركوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحده فقال: والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زال شبراً واحداً. إنه لفي وجه العدوّ تثوب إليه طائفة من أصحابه مرّة

وتتفرّق عنه مرّة، فربّما رأيته قائماً يرمي عن قوسه أويرمي بالحجر حتى تحاجروا(٤) .

ــــــــــــ

(١) رياض الصالحين (للنووي) : ٥ / الحديث ٧٨ ، وصحيح مسلم: ٤ / ٤٦٥.

(٢) الأحزاب (٣٣): ٣٩.

(٣) فضائل الخمسة من الصحاح الستة : ١ / ١٣٨.

(٤) مغازي الواقدي: ١ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠.