أما إنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيّام (١) .
وعن قتادة قال: كنّا عند أنس وعنده خبّاز له فقال: ما أكل النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم خبزاً مرقّقاً ولا شاة مسموطة حتى لقي الله (٢) .
قال ابن عبّاس: كان النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان.. إن جبريل كان يلقاه في كل سنة من رمضان.. فإذا لقيه جبريل كان رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أجود بالخير من الريح المرسلة(٣) .
وقال جابر: ما سُئل النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً قطّ فقال لا(٤) .
وروي أن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أتى صاحب بزٍّ فاشترى منه قميصاً بأربعة دراهم فخرج وهو عليه، فإذا رجل من الأنصار. فقال: يا رسول الله أكسني قميصاً كساك الله من ثياب الجنة فنزع القميص فكساه إيّاه، ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً بأربعة دراهم وبقي معه درهمان فاذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: يا رسول الله، دفع إليّ أهلي درهمان اشتري بهما دقيقاً فهلكا، فدفع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إليها الدرهمين فقالت: أخاف أن يضربوني فمشى معها إلى أهلها فسلّم فعرفوا صوته، ثمّ عاد فسلّم، ثمّ عاد فثلّث، فردّوا، فقال: أسمعتم أوّل السلام؟ فقالوا: نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام. فما أشخصك بأبينا وأمِّنا؟ قال: أشفقت هذه الجارية أن تضربوها ، قال صاحبها: هي حرّة لوجه الله لممشاك معها. فبشّرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالخير وبالجنّة; وقال: لقد بارك الله في
ــــــــــــ
(١) الطبقات (لابن سعد) : ١ / ٤٠٠.
(٢) مسند أحمد : ٣ / ٥٨٢ / الحديث ١١٨٨٧.
(٣) صحيح مسلم : ٤ / ٤٨١ / الحديث ٣٣٠٨ ، ومسند أحمد: ١ ٠/ ٥٩٨ / الحديث ٣٤١٥.
(٤) سنن الدارمي: ١ / ٣٤.