لقد أفصح القرآن عن عظمة حلم الرسولصلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله تعالى:( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) (١) ، ووصف مدى رأفته ورحمته بقوله تعالى:( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (٢) .
عن أبي سعيد الخدريّ: كان النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها وإذا كره شيئاً عُرف في وجهه(٣) .
وعن عليعليهالسلام : كان النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم إذا سُئل شيئاً فأراد أن يفعله قال:نعم وإذا أراد أن لا يفعل سكت، وكان لا يقول لشيء لا(٤) .
وعن يحيى بن أبي كثير أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال:آكُل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد. فإنّما أنا عبد (٥) كما اشتهر عنه أنه كان يسلّم على الصبيان(٦) .
وكلّم النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم رجلاً فأرعد. فقال:هَوِّن عليك فإني لستُ بملِك إنّما أنا ابن امرأة تأكل القديد (٧) .
وعن أبي أمامة: خرج علينا رسول الله متوكّئاً على عصا، فقمنا إليه فقال:(لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً) (٨) .
ــــــــــــ
(١) آل عمران (٣): ١٥٩.
(٢) التوبة (٩): ١٢٨.
(٣) صحيح البخاري : ٣ / ١٣٠٦ / ألحديث ٣٣٦٩.
(٤) مجمع الزوائد: ٩ / ١٣.
(٥) الطبقات ( لابن سعد ) : ١ / ٣٧ / ومجمع الزوائد: ٩ / ١٩.
(٦) حياة النبي وسيرته : ٣ / ٣١٣ / عن ابن سعد.
(٧) سنن ابن ماجة : ٢ / ١١٠١ / الحديث ٣٣١٢.
(٨) سنن أبي داود : ٤ / ٣٥٨ / الحديث ٥٢٣٠.