9%

لقد أفصح القرآن عن عظمة حلم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله تعالى:( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) (١) ، ووصف مدى رأفته ورحمته بقوله تعالى:( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (٢) .

٧ ـ حياؤه وتواضعه :

عن أبي سعيد الخدريّ: كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها وإذا كره شيئاً عُرف في وجهه(٣) .

وعن عليعليه‌السلام : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا سُئل شيئاً فأراد أن يفعله قال:نعم وإذا أراد أن لا يفعل سكت، وكان لا يقول لشيء لا(٤) .

وعن يحيى بن أبي كثير أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:آكُل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد. فإنّما أنا عبد (٥) كما اشتهر عنه أنه كان يسلّم على الصبيان(٦) .

وكلّم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلاً فأرعد. فقال:هَوِّن عليك فإني لستُ بملِك إنّما أنا ابن امرأة تأكل القديد (٧) .

وعن أبي أمامة: خرج علينا رسول الله متوكّئاً على عصا، فقمنا إليه فقال:(لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً) (٨) .

ــــــــــــ

(١) آل عمران (٣): ١٥٩.

(٢) التوبة (٩): ١٢٨.

(٣) صحيح البخاري : ٣ / ١٣٠٦ / ألحديث ٣٣٦٩.

(٤) مجمع الزوائد: ٩ / ١٣.

(٥) الطبقات ( لابن سعد ) : ١ / ٣٧ / ومجمع الزوائد: ٩ / ١٩.

(٦) حياة النبي وسيرته : ٣ / ٣١٣ / عن ابن سعد.

(٧) سنن ابن ماجة : ٢ / ١١٠١ / الحديث ٣٣١٢.

(٨) سنن أبي داود : ٤ / ٣٥٨ / الحديث ٥٢٣٠.