مقرّه الأخير، ولم ينس ذكره أبداً; إذ كان يرعاه خير رعاية وكان عارفاً بنبوّته فقد روي أنّه قال ـ لمن أراد أن ينحي عنه محمّداًصلىاللهعليهوآلهوسلم عندما كان طفلاً يدرج ـ : دع ابني فإنّ الملك قد أتاه(١) .
الفصل الثاني: دور الفتوّة والشباب
١ ـ كفالة أبي طالب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
لقد استمرت رعاية عبد المطلب لحفيده (محمد)صلىاللهعليهوآلهوسلم حين أوكل أمره إلى ولده أبي طالب لما كان يعلم من أن أبا طالب سيقوم برعاية ابن أخيه خير قيام وهو وإن كان فقيراً لكنّه كان أنبل إخوته وأكرمهم في قريش مكانة واحتراماً. على أنّ أبا طالب كان شقيق عبد الله لأُمه وأبيه وهو مما يزيد أواصر التلاحم مع (محمد)صلىاللهعليهوآلهوسلم والحنان والعطف عليه.
وتقبّل أبو طالب هذه المسؤولية بفخر واعتزاز وكانت تعينه في ذلك زوجته الطيبة فاطمة بنت أسد فكانا يؤثران محمداً بالنفقة والكسوة على نفسيهما وعلى أولادهما، وقد عبّر النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك حين وفاة فاطمة بنت أسد قائلاً:اليوم ماتت أُمي . وكفّنها بقميصه واضطجع في لحدها.
ومنذ وفاة عبد المطلب بدأت مهمة أبي طالب الشاقّة في المحافظة على النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم فكان يقيه بماله ونفسه وجاهه منذ صغره ويدافع عنه وينصره بيده ولسانه طوال حياته حتى نشأ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وتلقّى النبوّة وصدع بالرسالة (٢) .
ــــــــــــ
(١) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٠.
(٢) مناقب آل أبي طالب: ١ / ٣٥ ، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٤.