9%

كما روي عنهعليه‌السلام في حكمة الحرث والرعي قوله:(إنّ الله عزّ وجلّ أحبّ لأنبيائه من الأعمال: الحرث والرعي، لئلا يكرهوا شيئاً من قطر السماء) (١) .

وروي أيضاً: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كان أجيراً لأحد قط(٢) .

ويدل هذا النّص على أنّه لم يكن يرعى الغنم لأهل مكة بأجرة كما زعم بعض المؤرخين من أ نّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد رعى الغنم لأهل مكة مستشهداً بحديث جاء في صحيح البخاري(٣) .

وإذا ثبت لدينا رعيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للغنم في صباه أو في عنفوان شبابه أمكن تعليل ذلك بما جاء في النصّ الذي أشرنا إليه من حديث الإمام الصادق عليه‌السلام وهو الإعداد الإلهي له من خلال ممارسة النشاط الذي يؤهله لبلوغ المرتبة السامية من الكمال الذي وصفه الله تعالى به بقوله: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٤) كمالاً يجعله مستعداً لتحمل أعباء الرسالة الإلهية التي تتطلب رعاية الناس وتربيتهم والصبر على مصاعب هدايتهم وإرشادهم.

٤ ـ حروب الفجار :

كانت للعرب عدّة حروب استحلّت فيها حرمة الأشهر الحرم فسميت بحروب الفجار(٥) .

وزعم بعض المؤرخين أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد حضر بعض أيامها، وشارك فيها بنحو من المشاركة. وقد شكك بعض المحققين في ذلك لأسباب منها:

ــــــــــــ

(١) علل الشرائع: ص٢٣، سفينة البحار: مادة نبأ.

(٢) تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٢١، البداية والنهاية: ٢ / ٢٩٦.

(٣) صحيح البخاري: كتاب الإجارة، الباب ٣٠٣ ، الحديث رقم ٤٩٩ .

(٤) القلم : ٦٨/٤.

(٥) موسوعة التاريخ الإسلامي ١ : ٣٠١ ـ ٣٠٥ عن الأغاني ١٩ : ٧٤ ـ ٨٠ .