9%

الفصل الثالث: من الزواج إلى البعثة

١ ـ الزواج المبارك :

كان لابد لمثل شخصية محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التى فاقت كلّ شخصيّة من الاقتران بامرأة تناسبه وتتجاوب مع عظيم أهدافه وقيمه تواصل معه رحلة الجهاد والعمل المضنية وتصبر على متاعبه ومصاعبه، ولم يكن يومذاك امرأة تصلح لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولهذه المهمة سوى خديجة، وشاء الله ذلك فاتجه قلب خديجة بكلّ عواطفه نحو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعلق بشخصه الكريم. ولقد كانت خديجة (رضي الله عنها) من خيرة نساء قريش شرفاً وأكثرهن مالاً وأحسنهن جمالاً، وكانت تدعى في الجاهلية بـ(الطاهرة) و(سيدة قريش). وكان كل رجال قومها حريصين على الاقتران بها.

وقد خطبها عظماء قريش وبذلوا لها الأموال، فرفضتهم جميعاً(١) لما كانت تملك من عقل راجح يزن الأمور، ولكنّها اختارت محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما عرفت فيه من النبل والأخلاق الكريمة والسجايا الفاضلة والقيم العالية. فطلبت النزول في ساحة عظمته، وعرضت نفسها عليه.

ــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ١٦ / ٢٢.