ولـم نـر مـغلوباً على كلِّ أمره |
يـغالب بـالقول الـعدو فـيغلبُ |
|
وإنّ وقـوع الـقول فوق نفوسِهمْ |
أشـدّ عـليهم من سهامٍ وأصعبُ |
|
تـجنبت الـشيء الـمخلّ بشأنها |
وإنّ الـكريم الـحرَّ مَـن يتجنبُ |
|
وكـم أغلظت بالقول دون تريّبٍ |
أمـام الـذي مـن أمرها متريّبُ |
|
أمـام عـبيدِ الله طـوراً وتـارةً |
أمـام يـزيدٍ حـين قامت تؤنّبُ |
|
فـيالَ مـقامٍ لـو يـقوم مـقامها |
سواها قضى رعباً به حين يرعبُ |
|
فـتلهب بـاللفظ النفوسِ حماسةً |
وما هـي إلا جـمـرة تـتلهبُ |
|
لـقد أنـشبت حرباً عليهم طويلةً |
مداها وما زالت مدى الدهر تنشبُ |
|
ولـو لـم يـكن إقدامُها وجهادُها |
لـما كـان شـيء للوقيعة ينسبُ |
|
ويـعجب مـن إقدامها كلُّ معشرٍ |
ولا عـجبٌ مـنه إذا منه يعجبُ |
|
تـقلّبت الأحـداثُ نصب عيونِها |
ومـا أعـظم الأحداث إذ تتقلّبُ |