فأوّل من آمن عليعليهالسلام حيث كان يرافق النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في خلواته في حراء ثمّ خديجة وهما أوّل من صلّى مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد أن كانا يوحّدان الله كالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم متحدّين قوى الشرك والضلالة. (١) ثم التحق بهم زيد بن حارثة فكانوا هم المجموعة الخيّرة والنواة الأولى التي انفلق منها المجتمع الإسلامي .
لقد مرّ تبليغ الرّسالة الإسلامية على يدي النبيّ العظيم بثلاثة أدوار على الأقل حتى تهيّأت الظروف لتأسيس أوّل دولة إسلامية مباركة وهي كما يلي:
١ ـ دور إعداد القاعدة الأولى للرسالة الإسلامية. واصطلح البعض على هذا الدور بدور الخفاء أو دور الدعوة الخاصة.
٢ ـ دور الدعوة المحدودة بالأقربين والصراع المحدود مع الوثنية.
٣ ـ دور الصراع الشامل.
تحرك النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم داعياً إلى الإسلام بعد أن أمره الله تعالى بالقيام والإنذار(٢) ساعياً لبناء كتلة إيمانية تكون بؤرة نور وإشعاع لهداية المجتمع واستمر الحال هكذا حوالي ثلاث سنين مسدداً بالغيب معصوماً من الزلل.
وكان التحرك الرسالي هذا محفوفاً بالمخاطر والصعوبات ولكنه كان متقناً متكاملاً.
ــــــــــــ
(١) أسد الغابة: ٤ / ١٨، حلية الأولياء: ١ / ٦٦، شرح ابن أبي الحديد: ٣ / ٢٥٦، مستدرك الحاكم: ٣ / ١١٢.
(٢) كما ورد في مطلع سورة المدّثر.