9%

معروف(١) .

ولم يشأ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يحملهم أكثر من ذلك، وأرسل معهم الشاب المسلم مصعب بن عمير إلى يثرب لكي يتولى شؤون التبليغ والتثقيف العقائدي بينهم، وبذا تمّت بيعة العقبة الأولى.

٤ ـ بيعة العقبة الثانية :

تحرك مصعب بين أزقة يثرب وفي مجتمعاتها يتلو آيات الله ويحرك الأفئدة والعقول بالقرآن حتى آمن بالرسالة الإسلامية عدد كبير من الناس.

وقد أحدث الإسلام في النفوس شوقاً كبيراً للقاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتزود من معينه والطلب الجادّ بالهجرة إليهم.

وعندما اقترب موسم الحج من السنة الثانية عشرة من البعثة خرجت وفود الحجيج من يثرب ومعها وفد المسلمين البالغ ثلاثاً وسبعين رجلاً وامرأتين فواعدهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يلتقي بهم عند العقبة ـ جوف الليل في أواسط أيام التشريق ـ وكتم مسلمو يثرب أمرهم.

وما إن مضى من الليل ثلثه وفي غفلة عن العيون حتى تسلل المسلمون من أخبيتهم واجتمعوا في انتظار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاء ومعه بعض أهل بيته فبدأ الاجتماع وتكلم القوم، ثم تحدث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتلا شيئاً من القرآن ودعا إلى الله ورغّب في الإسلام.

وتمّت البيعة هذه المرّة صريحة واضحة مكتملة على كلّ جوانب الإسلام وأحكامه وفي السلم والحرب معاً. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم . فقاموا وبايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ــــــــــــ

(١) السيرة النبوية: ١ / ٤٣٣، تأريخ الطبري: ٢ / ٤٣٦.