الباب الرابع: فيه فصول:
الفصل الأول: تأسيس الدولة الإسلامية الأولى.
الفصل الثاني: الدفاع عن كيان الدولة الفتية.
الفصل الثالث: تظاهر قوى الشرك والرد الإلهي الحاسم.
الفصل الأول: تأسيس الدولة الإسلامية الأولى
لكي تتكامل حركة الرسالة وتتحقق النبوّة أهدافها الربّانية المنشودة لابد أن تسدد وتؤيد بقوى الخير وعناصر تملك اليقين المطلق بالعقيدة وتنذر نفسها لتلك العقيدة وتستعد للتضحية على الدوام مع مؤهلات تصونها من الانحراف.
لقد كان علي بن أبي طالبعليهالسلام ذلك العنصر الفذّ الذي قال له رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم :(يا علي، إنّ قريشاً اجتمعت على المكر بي وقتلي وإنه أوحي إليّ عن ربي أن أهجر دار قومي، فنُم على فراشي والتحف ببردي الحضرمي لتخفي بمبيتك عليهم أثري فما أنت قائل وصانع؟)
فقال عليعليهالسلام : أَوَ تَسلَمنَّ بمبيتي هناك يانبي الله؟
قال:نعم ، فتبسم علي عليهالسلام ضاحكاً مسروراً وأهوى إلى الأرض ساجداً شاكراً لله تعالى لما أنبأه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من سلامته وقال عليهالسلام : إمض لما أمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي (١).
ــــــــــــ
(١) راجع إحقاق الحق : ٣/٢٣ ـ ٤٥ مع تعليقات المرعشي النجفي لتقف على مصادر هذا الحدث التاريخي وموقف علي الرساليّ عند علماء أهل السنة. وراجع أيضاً: مسند الإمام أحمد : ١/٣٣١ الطبعة الأولى بمصر، وتفسير الطبري : ٩/١٤٠ الطبعة الميمنية بمصر ومستدرك الحاكم : ٣/٤ طبعة حيدرآباد الدكن.