فأحكموه على وجوههم غَبَرة الخاشعين، أولئك إخواني الذّاهبون ،فحقّ لنا أن نظمأ إليهم، ونعضَّ الأيدي على فراقهم ) (١) .
كذا قول الإمام عند فقده عمّار بن ياسراً:
أَلا أيّها الموت الذي ليس تاركي | أَرحني وقد أفنيتَ كلَّ خليلِ | |
أَراك بصيراً بالّذين أُحبهم | كأنّك تسعى نحوهم بدليلِ(٢) |
كما ذكرنا فإنّ الأسلوب العاطفي يُستخدم في كثير من الأحيان قبل الدخول إلى مطلب معيّن، ينقل المؤرّخون إنّ أمير المؤمنين لمّا نزل بالنخيلة وأَيَس من الخوارج، جمع إليه رؤوس أهل الكوفة والقبائل ووجوه الناس وأمراء الأجناد،
فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:( يا أهل الكوفة، أنتم إخواني وأنصاري وأعواني على الحق، ومجيبيّ إلى جهاد المُعلين، بكم أضرب المدبر، وأرجو إتمام طاعة المقبل ) (٣) .
الغاية منه بيان المطلب وإزالة الغموض، في هذا الأسلوب تارةً يقوم الإمام ( عليه السلام ) بتوضيح معاني معيّنة يحتاج النّاس معرفتها من دون أن يطلبوا ذلك منه، وأخرى يكون عن طريق استيضاح من قبل فرد عن حدث أو
____________________
(١) نفس المصدر: الخطبة ١٢١.
(٢) الأمثال والحِكم المستخرجة من نهج البلاغة: ٢٩٦.
(٣) الإمامة والسياسة: ١/١٦٥، تاريخ الطبري: ٣/١١٧، تاريخ ابن خلدون: ٢:٦٣٨.