قلوبهم، وهو ما يدلّ على مدى نفوذ كلماته ( عليه السلام ) في مسامع ضمائرهم( ربّ قولٍ أنفذ من صَولٍ ) (١) .
إنّ النّفوذ في الخير وفي نفوس المؤمنين هو النفوذ الحقيقي( أَلا وإنّ أبصر الأبصار ما نفذ في الخير طرفه ) (٢) .
قد نفذ أمير المؤمنين إلى معدن الخير والسّعادة، حيث اليقين المبين( لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً ) (٣) .
ترتّب عليه أنّ تنفذ كلمات الإمام إلى أعماق الصّدور لإحيائها.
ورد ذكر مفهوم الوسطيّة في القرآن في بعض الآيات الشريفة.
( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مّحْسُوراً ) (٤) .
شبيه هذا المفاد القرآني في مراعاة الاعتدال قول علي ( عليه السلام ):
( وإن جَهَده الجوع قعد به الضّعف، وإن أَفَرط به الشّبع كظّته البِطنة، فكلّ تقصيرٍ به مضرٌّ وكلّ إفراطٍ له مفسد ) (٥) .
____________________
(١) نفس المصدر: الحكمة: ٣٩٤.
(٢) نفس المصدر: الخطبة ١٠٥.
(٣) كشف الغمة في معرفة الأئمة: ١/٢٢٧.
(٤) الإسراء: ٢٩.
(٥) نهج البلاغة: الحكمة ١٠٨.