مِنَ الْغُدُرِ، وَلا يَعْدِلْ بِهَا عَنْ نَبْتِ الأَرْضِ إِلَى جَوَادِّ الطُّرُقِ، وَلْيُرَوِّحْهَا فِي السَّاعَاتِ، وَلْيُمْهِلْهَا عِنْدَ النِّطَافِ وَالأَعْشَابِ ) (١) .
إنّ توسيع الحقوق إلى غير النّاس يحمل معنىً أخلاقي كبير، وهو أن يكون الإنسان بمنتهى الألفة والرّحمة مع كلّ الأشياء الّتي من حوله.
عمل الإمام على إدخال النّاس في الطّريق العملي الّذي يحدث في النّفس ثورةً معنويةً.
( واستشعروا التّقوى شعاراً باطناً، واذكروا الله ذكراً خالصاً، تحيوا به أفضل الحياة، وتسلكوا به طريق النّجاة، انظروا في الدّنيا نظر الزّاهد المفارق لها، فإنّها تزيل الثاوي (٢) السّاكن، وتفجع المترف الآمن ) (٣) .
يسلك الإمام ( عليه السلام ) طريق آخر لإحداث التّنضيج المعنوي للإنسان.
( فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ، شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ، وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَأَوْجَفَ الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ، وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لأَمَانِهِ وَ
____________________
(١) نفس المصدر.
(٢) أي المقيم.
(٣) نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: ١/٥٣.