30%

ثالثاً: في المحافل العامة

تعدّ الأسواق وما فيها من باعة ومَحال تجارية وحِرف مختلفة أماكن عامة يرتادها النّاس من كلّ فجٍ عميقٍ، وهي تشهد بالحركة اليومية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ).

النّاس في الكوفة آنذاك ينشطون نحو أعمالهم اليومية لتحصيل قوتهم ولإدامة حياتهم المعاشية، وكلٌّ يعمل على شاكلته وقصده، إلاّ أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يمشي في الأسواق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وموعظة الناس.

فالمُلاحظ أنّه ( عليه السلام ) لا يتجاوز شيئاً إلا وأسدى النصح والإرشاد حوله، وأبان فيه الاستقامة والسُنّة، وسنطّلع على يوم واحد دخل فيه أمير المؤمنين إلى الأسواق، ومقدار الدوافع التلقائية عنده لنيل رضا الله تعالى.

عن رجل من أهل البصرة من بني بطر يُكنّى أبا مطر قال: ( خرجت من باب المسجد بالكوفة في زمن عليّ بن أبي طالب، وعليّ إزار طويل ربّما عثرت به! فإذا أنا بشيخ ينادي من خلفي:( أي بنيّ، ارفع ثوبك؛ فإنّه أبقى لثوبك وأتقى لربّك، وخذ شاربك إن كنت مسلماً [ قال ]: فنظرت فإذا هو [ عليّ بن أبي طالب ] ( عليه السلام ) فمشيت خلفه وهو بين يدي وعلى عليّ إزار ورداء فكأنّه بدوي فانطلق وأنا خلفه حتى أتى سوق الإبل فقال:يا معشر أصحاب الإبل، إيّاكم والأَيمان فإنّ اليمين يُنفق [ السلعة ] ثمّ يمحق .

ثمّ انطلق حتى بلغ [ سوق ] أصحاب التمر فإذا هو بخادمة تبكي عند تمّار فقال [ لها ]:ما يبكيك؟