فريق لم يدخلوا في شيء من القتال، وظهر بقتل عمّار أنّ الصّواب كان مع علي )(١) .
هكذا نلاحظ أنّ الإمام قد عاصر هذه الثقافة السلبية الثانية.
المعنى اللغوي للتملّق هو ( الذي لم يصدق ودّه )(٢) وقد جاء في إحدى حكم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) تعريفاً له: الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق (٣) .
حاول بعض المتملّقينَ التقرّب من الإمام عبر إظهار المحبة وإخفاء خلافها، إلاّ أنّ الإمام ( عليه السلام ) فضح ذلك السلوك الكاذب، عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأتاه رجل فسلّم عليه ثمّ قال: يا أمير المؤمنين! إنّي والله لأحبّك في الله وأحبّك في السرّ كما أحبّك في العلانية، وأدين الله بولايتك في السرّ كما أدين بها في العلانية، وبيد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عود فطأطأ رأسه ثمّ نكت بالعود ساعة في الأرض ثمّ رفع رأسه إليه فقال:( إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) حدّثني بألف حديث لكلّ حديث ألف باب، وإنّ أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشمّ وتتعارف، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وبحقّ الله لقد كذبت، فما أَعرف في الوجوه وجهك ولا اسمك في الأسماء ) (٤) .
____________________
(١) الإصابة في تمييز الصحابة: ٤/٤٦٦.
(٢) المعجم الوسيط: ٢/٨٨٥.
(٣) نهج البلاغة / الحكمة: ٣٤٧.
(٤) سفينة البحار: ١/٦١٢.