لقد قال الكثير عن العبّاس (عليه السّلام) ومواقفه المميّزة في يوم الطفّ، كما وجرى الكثير بعد هذا اليوم الذي ليس له نظير في تاريخ الإنسانية.
فممّا قاله أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) في شأن العبّاس، نكتفي هنا بإيراد قولين فقط؛ فقد قال عنه الإمام علي بن الحسين السجّاد (ت ٩٥هـ) بالحرف: (( رحم الله عمّي العبّاس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطعت يداه، فأبدله الله عزّ وجلّ بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب. وإنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة )).
كما وقال الإمام جعفر الصادق (ت ١٤٨هـ) عنه: (( كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أخيه أبي عبد الله الحسين وأبلى بلاء حسناً، ومضى شهيداً )).
وأمّا ما قاله سواهم إزاء العبّاس فلا يعدّ ولا يحصى، وكلّ الذي جاء في هذه الدراسة من أقوال لهم (شعراً ونثراً) هو النزر اليسير ممّا قالوه في شأن العبّاس، مكتفين هنا بهذه الإشارة، وإنّ في وسع مَنْ يرغب في الاستزادة الرجوع إلى تلك المظان والمراجع.
وأمّا الذي جرى بعد يوم الطفّ فهي حوادث ووقائع كثيرة، نقتطف منها هنا الشيء اليسير الذي يرتبط بهذا اليوم التاريخي المهم.