27%

كرامات العبّاس (عليه السّلام)

إنّ الحديث عن كرامات العبّاس قد يطول شرحه وتبيانه، ولا تتّسع له هذه الدراسة الموجزة رغم ما قد يبذل من جهود وعناء، كما وأنّه من العبث مناقشة هذه الكرامات وفقاً لما يسمّيه البعض بالتفسير العلمي للتاريخ أو الأحداث، إذ من الغرور والسطحية بمكان ادّعاء أي فرد أنّه ملمّ بكلّ ما في الكون من أسرار إلهية، أو خفايا غيبية، حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبّي وَمَا أُوتِيتُم مّنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً ) (١) .

ومن غير هذا المنطق، وبقدر تعلّق الأمر بموضوع هذه الدراسة نشير إلى أنّ مزار العبّاس (عليه السّلام) في كربلاء، وهو البطل المغوار الذي قدّم كلّ غال وثمين في سبيل القضية المقدّسة التي كان يدافع عنها.

إنّ هذا المزار يغصّ بالزوار والقاصدين من هذا القطر أو ذاك، وعلى مدار أيام السنة، وهو أيضاً باب وملجأ أصحاب الحاجات والمطاليب، والمشاكل والقضايا والمسائل يأتونه من كلّ فجّ عميق؛ لأنّه يذكّرهم بالله تعالى وبالتضحيات التي قدّمها في الذود عن الحقّ والحرية والمثل العليا.

____________________

(١) سورة الإسراء / ٨٥.