18%

سدنة الروضة العباسيّة

بعد أن شرحنا في الفصل السابق مراحل بناء وتطوير الروضة العباسيّة المقدّسة، نتناول في هذا الفصل أسماء السادة الذين تولّوا سدانة هذه الروضة، وتواريخ ذلك منذ القرن العاشر الهجري إلى الوقت الحاضر(١) .

ويلاحظ بأنّ هناك فراغات في الزمن بين تواريخ إنهاء السدنة السابقين لوظائفهم، وبين تواريخ الآخرين الذين أعقبوهم في إشغال هذه الوظائف، ونرى أنّ مردّ ذلك يرجع إلى وفاة السادن مع التأخّر في تعيين أو تنسيب اللاحق لحين حصول الإجراءات والخطوات لتعين أو تثبيت السادن الجديد.

« وبهذه المناسبة نشير إلى أنّ سدانة الروضة العباسيّة لم تكن في البداية وإلى وقت قريب مستقلّة تماماً عن سدانة الروضة الحسينيّة، وإنّما كانت تابعة أو ملحقة بسدانة الروضة الحسينيّة... وفي سبيل تخفيف الأعباء عن سادن الروضة الحسينيّة كان الأخير ينيب عنه مَنْ يراه أهلاً وكفوءاً لإدارة شؤون ومهام الروضة العباسيّة.

ولقد استمرت هذه الحالة إلى عهد السادن السيد مرتضى السيد مصطفى ضياء

____________________

(١) إنّ مهنة السدانة التي يشغلها السادن (الكليدار) تتعلّق بالإشراف على تعمير وتطوير الحرم، والمحافظة على ممتلكاته. فضلاً عن إضاءته بالليل، وغلق أبوابه، وتأمين نظافته، وتشغيل وسائل التكييف باستمرار مع الحرص على تأمين دخول الزوار إليه بانسيابية، إضافة إلى الاستقبال والترحيب بكبار الزوّار.