9%

أروع ما قيل في رثاء العبّاس (عليه السّلام)

تستأثر الحوادث المفجعة التي تجري في أرجاء العالم باهتمام بالغ وعناية فائقة من قبل الكتّاب والشعراء وأرباب القلم والفكر.

ولو أنّ مثل هذه الحوادث المؤلمة لو قدر لها أن تصيب وتقع على أهل البيت (عليهم السّلام) الذين اذهب الله عنهم الرجس، لكان الاهتمام بها هنا يزيد ويتضاعف فيما لو أصابت سواهم؛ لما لهذا البيت الكريم من مكانة مرموقة في نفوس أبناء المسلمين، ودرجة مميّزة في قلوبهم لا يضاهيها أحد، والذي نظم أحد الشعراء عنهم يقول:

ولولاهمُ لم يخلق اللهُ آدماً ولا كانَ زيدٌ في الأنامِ ولا عمرو

ولا سُطحت أرضٌ ولا رُفعت سما ولا طلعت شمسٌ ولا أشرق البدرُ

سرى سرّهم في الكائناتِ وفضلهم فكلّ نبيٍّ فيه من سرّهم سرُّ

ولقد كان استشهاد أبي الشهداء الحسين (عليه السّلام) وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) في كربلاء عام (٦١هـ) مع حشد من أصحابهما وأقاربهما، وبالكيفية والطريقة التي تمّت بها ويعرفها كلّ إنسان، كان لهذا الاستشهاد أوانه وفرّ مجالاً خصباً ونواة للكتابة ونظم العشرات بل المئات من الكتب وقصائد العزاء؛ سواء بالفصيح أو العامية (الشعبية).

وكلّ هذه تدور طبعاً حول حوادث وتفصيلات ملحمة كربلاء وما رافقها من مآسي ونوائب، فضلاً عن أنّها تؤرّخ كلّ هذه الأمور ساعة بساعة وبدءاً من مغادرة