9%

في رحاب اُمّ البنين

لقد أشرنا في الفصل السابق إلى الأفخاذ والبطون التي تنتسب إليها اُمّ البنين، وكونها أفخاذ وبطون تبعث على المفاخرة والعزّة عند مصاهرتها.

أمّا في هذا الفصل فنشير إلى سيرة هذه المرأة الصالحة النقية، وسلوكها وطبيعة خُلقها؛ لنرى مدى تطابق وانعكاس مفاخر آبائها وأمّهاتها، ومآثرهم على طبيعة سلكوها وسيرتها، بدءاً من ولادتها ومروراً بإنجابها للشهداء الكرام الأربعة، والذي كان العبّاس (عليه السّلام) في طليعتهم ومقدّمتهم، واختتاماً غير موقفها المشرف حين سمعت بمصير أبنائها مع سيّدهم الحسين (عليه السّلام) في طفّ كربلاء، ومن ثمّ رحيلها إلى جوار ربّها آمنة مطمئنة لتُدفن في مقبرة البقيع بالقرب من قبر سميّتها فاطمة الزهراء (عليها السّلام)، ومشيّعة إلى مثواها الأخير هذا من قبل كلّ مَنْ بقى موجوداً من آل الرسول (صلّى الله عليه وآله)، ومن كلّ الطيبين والأخيار في المدينة المنوّرة.

لقد ولدت فاطمة (اُمّ البنين) الكلابيّة في حدود عام (٥هـ) في أصح الأقوال، أي إنّها تصغر بسنة واحدة عن عمر الحسين (عليه السّلام).

ولقد وضع لها اسم فاطمة؛ وذلك لأنّه كانت هناك أسماء جميلة ولطيفة تميل إليها العرب وتختارها لتسمية بناتها حين ولادتهنّ، وإنّ اسم (فاطمة) يقع في قمّة هذه الأسماء الجميلة وأفضلها.

ومن هذا المنطلق يُنقل عن الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) في مقولته هذه هي:(١)

____________________

(١) هكذا وردت العبارة في الأصل من غير أن تُذكر مقولة الرسول (صلّى الله عليه وآله)، ويبدو أن هناك سقطاً وقع أثناء الطباعة والنسخ دون أن يلتفت إليه المولِّف أو المصحّح، علماً أن لهذا السقط ارتباطاً بالصفحة التي تليها. (موقع معهد الإمامين الحسَنَين)