9%

اُمّ البنين تُزفّ إلى عليٍّ (عليه السّلام)

عند رحيل فاطمة الزهراء (عليها السّلام) [ إلى ] جوار ربّها بعد عدّة أشهر من رحيل والدها الرسول (صلّى الله عليه وآله)، كانت قد أوصت زوجها الإمام علي (عليه السّلام) قبل الرحيل، وعند اقتراب أجلها فيما أوصت به قولها: (( جزاك الله تعالى عنّي خير الجزاء. يابن عمّ، اُوصيك أوّلاً أن تتزوّج بعدي بابنة اُختي اُمامة؛ فإنّها تكون لولدي (الحسن والحسين) مثلي، فإنّ الرجال لا بدّ لهم من النساء، واجعل لها يوماً وليلة، وللحسنين يوماً وليلة )).

لذا فقد اضطر الإمام (عليه السّلام) بعد وفاة الزهراء (عليها السّلام) أن يبادر إلى اختيار امرأة تتولّى شؤون أولاده، وتعاملهم معاملة الاُمّ لأبنائها، فضلاً عن رعايته وخدمته خصوصاً فيما يتعلّق بالأولاد، وأنّهم لازالوا براعم صغار ولم تُفتح بعد، وأنّ أكبرهم وهو الإمام الحسن (عليه السّلام) كان عمره حينذاك في حدود (٧) سنوات وعدّة شهور، وقد ترك فقد الزهراء (عليها السّلام) اللوعة والألم في نفوسهم.

وتنفيذاً لوصية الزهراء (عليها السّلام) الحرفية فقد تزوّج الإمام (عليه السّلام) من اُمامة بنت أبي العاص، واُمّها هي زينب بنت الرسول (صلّى الله عليه وآله)، ومن بعد ذلك تزوّج الإمام (عليه السّلام) من اُمّ البنين.

وقبل الخطبة والزواج من اُمّ البنين فاطمة أقبلت هذه المرأة على اُمّها ثمامة الكلابيّة لتقصّ عليها حلماً كانت قد شاهدته لتوّه في المنام، وخلاصته هو: إنّها رأت كأنّ قمراً وثلاثة كواكب في السماء نزلوا وصاروا في حجرها، فضمتهم إلى صدرها وهي فرحة ومسرورة بذلك، ولكن عندما انتبهت من نومها لم تجد شيئاً،