9%

ولمّا بلغ أشده واستوى

ولد العبّاس بن علي (عليه السّلام) في (٤) شعبان من عام (٢٦هـ) وفي خلافة عثمان بن عفان في المدينة المنورة، ويُقال هنا: إنّ الإمام علي (عليه السّلام) كان قد دمعت عيناه حينما رأى ابنه الوليد هذا لأوّل مرّة، حيث قام الإمام (عليه السّلام) بضمّه إليه، وأخذ يتحسّس يده اليمنى واليسرى، ويهزّ رأسه من أسى، ثمّ يقبّل رأسه، ثمّ يمرّ براحته على صدره الغض؛ لأنّه يعلم وفقاً لفراسته، ولما أخبره به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن الله تعالى عمّا سيجري على ولده الحسين (عليه السّلام) وإخوته من المآسي ونكبات في أرض كربلاء بقطر العراق، في عهد الدولة الاُمويّة، وفي خلافة يزيد بن معاوية على وجه التحديد.

وإنّه (عليه السّلام) من ثمّ ما تزوّج من اُمّ البنين إلاّ ليأخذ أبناؤها أدوارهم كاملة في ملحمة الطفّ بكربلاء في نصرة أخيهم الحسين (عليه السّلام) وبقية أهل بيته، نصرة غير محدودة.

وحين استفسرت اُمّ البنين من الإمام علي (عليه السّلام) عن علّة بكائه عند مشاهدته للوليد، وسبب حركة يده على أعضاء جسمه ورأسه بصورة خاصة... إلخ.

إلاّ أنّه من جوابه لها لم يخبرها عمّا يعلمه هو عن مستقبل هذا الطفل، وما سيجري عليه في يوم عاشوراء مع أخيه الحسين (عليه السّلام) من مصائب وكوارث حتّى لا يعكّر الأمر صفو حياتها ومعيشتها، وإنّما اكتفى الإمام علي (عليه السّلام) بأن قال لها: بأنّ مكانة هذا الطفل ستكون عظيمة وسامية عند الله تعالى في يوم القيامة، وأنّه سبحانه وتعالى سيمنحه جناحين يطير بهما في الجنة كالملائكة على النحو الذي أعطى أخاه جعفر بن أبي طالب