27%

إخوة العبّاس (عليه السّلام) وأخواته

لقد قلنا في فصل سابق أنّ فاطمة الزهراء (عليها السّلام) بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كانت أوّل زوجة تُزفّ إلى الإمام علي (عليه السّلام) ويقترن بها، ثمّ أعقبها بعد رحيلها إلى جوار ربّها زوجات عديدة، ربّما جاءت البعض منهنّ بعد رحيل مَنْ سبقتها أو بدون ذلك؛ حيث أحلّ الله تعالى للرجال جمع عدّة زوجات إلى بعض في عصمته وبوقت واحد، ولكن بشرط عدم تجاوز الأربع، وإقامة العدل والمساواة فيما بينهنّ.

علماً بأنّ العهد والوقت الذي عاش فيه الإمام علي (عليه السّلام) كانت عادة (التعددية الزوجية) هي السائدة والسارية بين الناس، حتّى جاء الإسلام ووضع الشروط القاسية لتداولها التي أدّت بمرور الوقت إلى زوالها أو التقليل من غلوائها، إلاّ عند الضرورة والحاجة، وكلّ واحدة من هذه تقدّر بقدرها.

لقد كانت زوجات الإمام علي (عليه السّلام) عديدة، ولكلّ واحدة منهنّ حديث خاص ومستقل بها أدّى إلى التحاقها بركب الإمام، وإنّنا في هذا الموجز لم نشر إلى أيّ حديث أو تفصيل عن أيّ منهنّ، إلاّ ذاك الذي يخصّ (اُمّ البنين فاطمة بنت حزام)؛ لأنّ هذا البحث قد أُعدّ لاستكشاف كُنهها، فضلاً عن ابنها العبّاس (عليه السّلام)، وربّما كان لزوجات الإمام الاُخرى في المستقبل، وخصوصاً عن فاطمة الزهراء (عليها السّلام) بحث مستقل آخر فيه شيء من التفصيل والإيضاح.

إنّ زوجات الإمام علي (عليه السّلام) في غضون عمره المديد هي (١٠) زوجات كما تشير إلى ذلك وثائق التاريخ المعبرة وإن ذهب البعض إلى أنّها (٩) فقط. ومن