27%

العبّاس (عليه السّلام) في رفقة والده

نشير إلى أنّ نسبة كبيرة من الناس في العالم تعرّف عن العبّاس بن علي من خلال دوره المميّز والبارز في ملحمة كربلاء التي جرت هناك في محرّم من عام (٦١هـ)، والتي اشتهر بها وأصبح دوره فيها يضاهي دور أخيه الحسين (عليه السّلام) فيها.

ولكنّهم - للأسف - لا يعرفون عن مواقفه الشجاعة الخالدة، وتضحياته العظام الاُخرى في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، ونشر دينه ومعالمه في الأرض قبل ذلك التاريخ، وفي أرض الحجاز، أو الشام، أو العراق.

إنّ العبّاس (عليه السّلام) كما قلنا من قبل قد كان منذ شبابه باسلاً وشجاعاً ومقداماً، تهابه الناس وتحترمه، وقد أبلى بلاءً حسناً في محاربة الكفر والكفار هنا وهناك. فبعد أن بايع المسلمون أباه للخلافة في المدينة عام (٣٥هـ)، ومن ثمّ انتقال الوالد من المدينة [إلى] الكوفة؛ ليكون قريباً من المناطق المضطربة، والقوات والتحركات المعادية، كان للعباس كالحسن والحسين ومحمد بن الحنفيّة رفقته في الحضر، ورفقته في الحرب كما كانوا معه أيام السلم.

حيث اشترك هؤلاء الأبناء النجباء جميعاً مع والدهم في كلّ المعارك والمنازلات التي قامت بينه وبين خصومه من الناكثين والقاسطين والمارقين، حيث كان هؤلاء الإخوة ذراع الأب اليمنى، بل عينيه اللتين يبصر بهما؛ وذلك لأنّه ليس من اللائق أن يبعد ويجنّب الإمام (عليه السّلام) أولاده عن ميادين وساحات الحرب ويدع سواد الناس لخوضها والاكتواء بنيرانها ولهيبها؛