27%

تقريض

للعلاّمة البحّاثة الشيخ باقر شريف القرشي

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا تصفحنا في تاريخ الأمم والشعوب، وأمعنّا في سجلاّت العظماء والمصلحين فلن نجد مَنْ يضارع بطل الإسلام أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) في صفاته ونزعاته التي منها التفاني في الحقّ، ونكران الذّات، والتضحية في سبيل الله.

لقد وهب هذا العملاق العظيم حياته لله، وهام في طلب مرضاته، فكان الإيمان بالله تعالى من أهم عناصره ومقوّماته، وقد أعلن ذلك حينما قطع البغاة يمينه في صعيد كربلاء، وقال في رجزه:

واللهِ إن قطعتمُ يميني إنّي اُحامي أبداً عن ديني

وعن إمامٍ صادقٌ يقيني

أرأيتم أنّ اندفاعه في نصرة أخيه لم يكن بأيّ دافع مادي يؤول أمره إلى التراب، وإنّما كان دفاعاً عن أخيه إمام المسلمين.

لقد وقف أبو الفضل مع أخيه أبي الأحرار (عليه السّلام) في خندق واحد، رافعين كلمة الله تعالى التي تهوي الإنسان إلى قرار سحيق من مآتم هذه الحياة. فما أعظم عائدة أبي الفضل وأخيه أبي الأحرار (عليهما السّلام) على الإسلام والمسلمين!