وصل ركب الحسين (عليه السّلام) إلى أرض كربلاء، وحطّ رحاله على ثراها في يوم الخميس ٢ محرّم من عام (٦١هـ) بعد أن استغرق سفره من مكة إليها عبر صحراء الحجاز ونجد (٢٤) يوماً، حيث بدأت بوصوله هذا الصفحة (المرحلة) الثالثة من معركة الكفاح والنضال ضدّ الضلال والطغيان والجور، وبوصوله هذا أيضاً تبدأ الفصول الأشدّ حسماً وصعوبة في رحلة الخروج الدامية.
ولقد قام الحسين (عليه السّلام) - بعد يقينه بأنّ نهايته ستكون على هذه الأرض - قام بشراء الأرض التي تحيط بالمنطقة رغم أنّها أرض خالية ومهملة وجرداء، وغير مزروعة، وهي أيضاً من دون مالك حقيقي، وهي بمساحة (٤) أميال في (٤) أميال ودفع ثمنها لمَنْ ادّعى ملكيتها نقداً.
وبلغ ما دفعه إليهم حوالي (٦٠) ألف درهم، وهو غالبية ما كان يحمل من نقود. ولقد تصدّق الحسين (عليه السّلام) بالأرض بجعلها صدقة جارية، ومشيراً إلى أنّ هذه الأرض برمّتها أيضاً هي حلال ومباحة لولده وأنصاره وزوّاره، وهي حرام في نفس الوقت على غيرهم.
ومؤكّداً على مَنْ يقطن في هذه المنطقة بأن يرشدوا الناس إلى مكان قبره المرتقب، فضلاً عن أن يقوموا بضيافة زوّاره القادمين لمدّة (٣) أيام متتالية.
وبعد ذلك وحين استقر بالحسين (عليه السّلام) المقام بهذه الأرض جمع (عليه السّلام) أقرباءه