للاُستاذ المحامي الأخ الحاج محمّد علي النصراوي
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد، فقد كان ولا يزال وسيبقى الكتاب خير جليس لطالب المعرفة؛ حيث سيظل الرافد الرئيس للكلمة الهادفة والمعلومة المبتغاة، لن تستطيع مزاحمته فضلاً عن الاستغناء عنه بقيةُ مصادر الثقافة الاُخرى؛ السمعية منها والبصرية، رغم تطوّرها الهائل وانتشارها السريع، سيما إذا كان ذلك الكتاب كالكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ، والذي تضمّن ترجمة لحياة بطل من أعظم أبطال التضحية والفداء في الإسلام، في ثاني معركة حاسمه بعد معركة بدر الكبرى، ألا وهي معركة الطفّ الخالدة التي استطاع فيها شهداؤها وعلى رأسهم سيّدهم وإمامهم سيّد الشهداء (عليه السّلام) أن يضعوا فيها حدّاً فاصلاً بين العقيدة والمنافع الذّاتية، وبين المبادئ الرساليّة والمصالح المادية.
وبتعبير آخر: بين الدين والدنيا كما تشير إلى ذلك بعض خطب الإمام الحسين (عليه السّلام) خلال مسيرته الاستشهادية الفريدة: (( الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محصّوا بالبلاء قلّ الديّانون )).
لقد كان أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) أحد الديّانين الذين احتفظوا بدور مميّز في تلك