بين الغور ونجد، يدعونه حجازاً لحجزه بينهما، أمّا ما ينتهي به نجد في الشرق حتّى يصل إلى الخليج من بلاد: اليمامة والكويت والبحرين وعُمَان، فيُسمّى بالعروض لاعتراضه بين اليمن ونجد.
وما يمتدّ وراء الحجاز إلى الجنوب، فيُسمّى اليمن، إمّا ليمنه أو لأنّه يقع جهة اليمين للناظر نحو مشرق الشمس، كما اعتاد الأوّلون في تحديد اتّجاهاتهم.
وما بين آكام عُمَان الجبليّة ونجد تمتدّ منطقة شاسعة تُدعى بالربع الخالي.
وبذلك فإنّ تضاريس شبه الجزيرة العربيّة يغلب عليها الطابع الجبلي والصخري في الغرب والجنوب، وتتحول إلى صحراء رمليّة فيما خلا ذلك.
هذا عن موقع البلاد وتضاريسها، وأمّا الماء مصدر الحياة فقد توزع جود السماء والأرض به على أنواع ثلاثة:
أمطار غزيرة تصحب الرياح الموسميّة صيفاً، وتهطل على جبال اليمن في الجنوب، فتحمل معها مواداً غرينيّة ومعدنيّة تخصب السهول والوديان وتجعلها صالحة للزراعة.
أمطار قليلة ونادرة في سائر بلاد العرب، ولكنّها على قلّتها كافية لإنبات الكلأ الذي يُمكّن من الرَعي.
مياه جوفيّة تتبدّى في آبار وعيون، وخاصّة في منطقة الحجاز، وإنْ توزّعت شمالاً وجنوباً ممّا أتاح نشوء الواحات المتفرّقة.
علاقات الإنسان - البيئة
تتداخل أنساق البِناء الاجتماعي وعلى الأخصّ في المجتمعات التقليديّة - كما أسلفنا القول - تداخلاً شديداً بحيث يتعّذر الفصل بينها لأغراض الدراسة،