النظام الاُموي - القيم والاتجاهات
لمّا كانت الاتّجاهات تُعدّ منافذ لقياس القيم بما تتبدّى في سلوك بعينه يُمارس في مواقف مختلفة، فإنّا نحسب أنّه يتوفّر لدينا الآن كمٌ هائلٌ من المواقف المتنوّعة القابلة للاختزال في اتّجاهات محدّدة، تكشف بالتالي عن نسق القيم السائد خلال هذا النظام بما يحويه من دافعيّة، نُحاول رصدها بالنسبة إلى الدافعيّة المستهدفة من النظام الإسلامي.
ولكي نزيد الأمر بياناً، فسوف نُحاول استظهار دلالات المواقف المختلفة فيما يلي:
١ - استغواء واستهراء النفوس:
مرّةً اُخرى تطلّ علينا قصّة عقيل بن أبي طالب أخي عليّعليهالسلام ، لمَا لها من دلالات متعدّدة، فعقيل يطلب من أخيه الإمام إعطاءه من بيت مال المسلمين فيأبى عليّعليهالسلام ، فيلحق عقيل بعدوّ أخيه معاوية فيغدق عليه من مال المسلمين، فمعاوية يُعطي عقيلاً بغير حقّ ولغير حقّ، يستنقص به فئة عليّعليهالسلام ويطمع فيه غير عقيل ممّن يُغريهم المال حين تُذاع هذه الفعلة بينهم، فيحتالون على المبدأ أو يتبجّحون بالباطل على علمهم بالحقّ، كما قال عقيل: إنّي أردت عليّاًعليهالسلام على دينه فاختار دينه، وإنّي أردت معاوية على دينه، فاختارني على دينه.