وهذه بنات الرسولصلىاللهعليهوآله تنتهك حرمة أخبيتهنّ لينتهبوا متاعهنّ، حتّى تنازع المرأة عن ثوبها فتغلب عليه وينتزع عن ظهرها.
ثمّ هذا هو الحُسينعليهالسلام يُقتل ويُذبح، فينتدب عمر بن سعد عشرة من رجاله ليطؤوا الحُسينعليهالسلام ميّتاً بطناً وظهراً.
وتُساق نساء بيت النبيصلىاللهعليهوآله بعد ذلك على الأقتاب بغير وطاء حاسرات، كأنّهم سبايا الشرك إلى ابن زياد في الكوفة ومنها إلى يزيد بدمشق، يتقدّم موكبهم رؤوس الحُسينعليهالسلام وأصحابه على الرماح.
ويتكرّر في مجلس يزيد ذات المشهد الذي وقع في مجلس ابن زياد: رأس الحُسينعليهالسلام ملقىً أمام كلٍّ، وكلٌ ينكث ثغر الحُسينعليهالسلام بقضيبه، وحوله نساء آل البيتعليهمالسلام باكيات معولات، ولا يعدم كلّ مجلس من صحابي، لا يعترض إلاّ على البعث بثغر الحُسينعليهالسلام .
فكذلك فعل أبو برزة الأسلمي في حضرة يزيد، مثلما فعل زيد بن أرقم في حضرة ابن زياد، ذلك باقتضاب خبر خروج الحُسينعليهالسلام ، فماذا يعني هذا الخروج؟
يحتاج درس خروج الحُسينعليهالسلام إلى فهم غير متعجّل، لا مانع فيه من الإطالة وتستحبّ معه الرؤية، بل تجب فيه الأناة أبعد الأناة. هاهنا نتتبّع أسباب الخروج ونطلبها في كلّ مظانها كلّما أمكن ذلك، ونحاول تلمّس هذه الأسباب لدى أصحابه، ولدى من دعا بالخروج في عصره وإنْ لمْ يكن من أصحابه، حتّى تكتمل لنا معالم الصورة كاملة، فنراها وكأنّنا عايناها.
فأمّا الحُسينعليهالسلام ، فأوّل ما يَعيننا على فهم خروجه فهمه هو الشخصي لمعنى