وبمثل يقين مسلم يتحدّث زهير بن القين أحد أصحاب الحُسينعليهالسلام يوم عاشوراء، حينما زحف جيش يزيد على الحُسينعليهالسلام ، فيقول زهير(١) : يا أهل الكوفة، نذار لكم من عذا الله نذار!
إنّ حقّاً على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتّى الآن إخوة وعلى دين واحد وملّة واحدة، ما لمْ يقع بيننا وبينكم السيف، وأنتم للنصيحة منّا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة، وكنّا اُمّة وأنتم اُمّة. إنّ الله قد ابتلانا وإيّاكم بذرّيّة نبيّه محمّدصلىاللهعليهوآله لينظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد، فإنّكم لا تُدركون منهما إلاّ بسوء عمر سلطانهما كلّه، ليسملان أعينكم، ويقطعان أيديكم وأرجلكم ويمثّلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلان أماثلكم وقرّاءكم، أمثال: حجر بن عدي وأصحابه، وهانئ بن عروة وأشباهه.
من الأمور المُثيرة للدهشة أنّك عندما تُطالع ما يتعلّق بخروج الحُسينعليهالسلام في كتب التاريخ والمقاتل، تجد أنّ نقدهم ينصرف فقط إلى يزيد، فيسردون حكايات عن مجونه وانحرافه وأحدوثاته في الإسلام، واستحلاله الحرم المكّي، واستباحته لحرم رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن كلّ ذلك أو معظمه - باستثناء ما عُرف عن مجونه وفسقه - قد حدث بعد خروج ومقتل الحُسينعليهالسلام الذي خرج، ولمّا تمضِ أيّام على قبض يزيد على الملك.
____________________
(١) المرجع السابق : ٤٢٦.