استحلال أموال النظام
هناك خبر تقصّه علينا كتب التاريخ، وهو على قدر كبير من الأهميّة فيما يتعلّق بفقه الخروج، وهو على أهميّته وخطورته القصوى لمْ يحظَ باهتمام الباحثين، كما لمْ يخضع لتحقيق المحقّقين.
يقول الخبر - فيما يروي الطبري(١) عن خروج الحُسينعليهالسلام من مكّة خروجه الأخير متجهاً إلى العراق -: ثمّ إنّ الحُسينعليهالسلام أقبل حتّى مرّ بالتنعيم، فلقي بها عيراً قد أقبل بها من اليمن، بعث بها بحير بن ريسان الحميري إلى يزيد بن معاوية - وكان عامله على اليمن - وعلى العير الورس والحُلل ينطلق بها إلى يزيد، فأخذها الحُسينعليهالسلام فانطلق بها، ثمّ قال لأصحاب الإبل:« لا أُكرهكم، مَن أحبّ أنْ يمضي معنا إلى العراق، أوفينا كراءه وأحسنّا صحبته، ومَن أحبّ أنْ يفارقنا من مكاننا هذا، أعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الأرض؟ » .
إذاً رأى الحُسينعليهالسلام أنّ أموال النظام حلّ له ولأصحابه الخارجين بالحقّ.
ولكي لا يلتبس الأمر، فهناك عدّة حالات تحتاج إلى فرز وتدقيق فلعلّها تفي المسألة حقّها من الإيضاح:
١ - في حروب عليّ كلّها ضدّ البغاة كانت أوامره الصارمة إلى جنوده(٢) :
____________________
(١) تاريخ الطبري، مرجع سابق ٥ : ٣٨٥.
(٢) المرجع السابق ٤ : ١٧٠.