إنّ الإسلام دين الإنسانيّة والخير والمحبة، وقد دعا الناسَ إلى أسباب السّلام والمودّة والتعارف. ومن دعواته الأخلاقيّة أن حثَّ الناسَ على مكافأة أهل المعروف، فقال النبيُّ الأكرمصلىاللهعليهوآله :«مَن آتاكم معروفاً فكافئوه، وإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا الله له حتّى تظنّوا أنّكم قد كافأتموه» (1) .
وقال أمير المؤمنينعليهالسلام :«أطل يدك في مكافاة مَن أحسن إليك، فإن لم تقدر فلا أقلَّ من أن تشكره» (2) .
ودعا الإسلام إلى تعظيم أهل المعروف وتشجيعهم؛ ليسود الخير في الاُمَّة، وتشيع الاُلفة والتعاون والتكافل بين الناس. وقد أنزل الله أهل المعروف في الآخرة منزلةً رفيعة؛ إذ قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله :«أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة» (3) .
وقالصلىاللهعليهوآله أيضاً:«أوّل مَن يدخل الجنّة المعروف وأهله، وأوّل من يرد علَيَّ الحوض» (4) .
فلهم الفضل؛ إذ جاؤوا بما يحبُّ الله تعالى من الأفعال الحسنة، ولهم الفضل؛ إذ سبقوا إلى الخير؛ لذا ينبغي مكافأتهم. قال الإمام موسى الكاظمعليهالسلام :«المعروف غلٌّ، لا يفكُّه إلاّ مكافأة أو شكر» (5) .
هكذا يشعر أهل الحياء والعزّة إذا اُسدي إليهم معروف، حيث يرونه غلاّ لا يتحمّلونه حتّى يفكّوه بالمكافأة، والمكافأة الحقيقيّة ما فاقتِ المعروف
____________________
(1) كتاب الزهد / 31، الحديث 79.
(2) غرر الحكم / 64.
(3) الكافي 4 / 29، الحديث الثالث.
(4) الكافي 4 / 28، الحديث 11.
(5) الدرّة الباهرة / 34.