5%

ارتكبتم منّي وفعلتم بي» . فغضبوا بأجمعهم حتّى كأنّ الله لم يجعل في قلب أحدهم من الرحمة شيئاً(1) .

أجل، هكذا ارتكبوا من صاحب السخاء الذي قرنه بالعناء، فأعملوا في جسده المقدّس كلّ سيف ورمح ونبل حملوه في أيديهم الخبيثة الآثمة.

فهوى بضاحية الهجير ضريبةً

تحت السيوف لحدِّها المسنونِ

وبها نعاه الروحُ يهتف منشد

عن قلبِ والهةٍ بصوتِ حزينِ

أضمير غيبِ الله كيف لك القن

نفذت وراء حجابِه المخزونِ

وتصكُّ جبهتَك السيوفُ وإنّه

لولا يمينُك لم تكن ليمينِ

والسُّمر كالأضلاع فوقك تنحني

والبِيض تنطبق انطباقَ جفونِ

وقضيت نحبك بين أظهرِ معشرٍ

حُملوا بأخبث أظهرٍ وبطونِ(2)

7 - السخاء مع سعة الصدر والوفاء

لقد عُرف أهل البيت (سلام الله عليهم) بسعة الصدر، والوفاء بالعهد، واستقبال كلّ حاجة وقضائها مهما كانت؛ لأنّ سماحتهم لا تقف عند حدّ، فهم يبذلون ما يسعهم حتّى لينصرف سائلهم مرفوعاً ثقله، مكشوفاً غمُّه؛ إذ هم أكرم الناس وأجودهم.

سُئل هشام بن عبد الملك عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام وقد تنحّى الناس حتّى استلم الحجر الأسود؛ هيبةً له: مَن هذا؟

فقال هشام: لا أعرفه؛ لئلاّ يرغب أهل الشام فيه وقد رأوا أنّه لم يقدر على الاستلام من الزحام.

فقال

____________________

(1) مثير الأحزان - لابن نما / 39.

(2) ديوان السيّد حيدر الحليّرحمه‌الله .