5%

فأبى إباءَ الاُسْد مخـ

ـتاراً على الذُلِّ المنيّهْ(1)

وأجاد الاُستاذ أحمد حسن لطفي في كلمته: إنَّ الموت الذي كان ينشده ( الحسينعليه‌السلام ) فيها كان يمثّل في نظره مُثُلاً أروع من كلّ مثُل الحياة؛ لأنّه الطريق إلى الله الذي منه المبتدأ وإليه المنتهى؛ لأنّه السبيل إلى الانتصار وإلى الخلود، فأعظم بطل ينتصر بالموت على الموت(2) .

الخصّيصة الرابعة

إنَّ من مقامات الصبر الرضا بالمقدّر، والرضا بقضاء الله تبارك وتعالى، وهذه هي درجة الزاهدين. جاء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال:«إذا أحبَّ الله عبداً ابتلاه؛ فإن صبر اجتباه، وإن رضي اصطفاه» (3) .

ومن مقامات الصبر صبر الصدّيقين الذين يحبّون ما يصنع به مولاهم؛ يرضون ويبتهجون ويتلذّذون بورود المكروه من الله سبحانه، ويعتبرون ذلك التفاتاً من المحبوب، وكلُّ ما يفعله المحبوب محبوب.

نزل الإمام الحسين (صلوات الله عليه) في منزل شقوق في مسيره إلى كربلاء، فأتاه رجلٌ من العراق فسأله، فأخبره بحاله، ثمّ قالعليه‌السلام :«إنَّ الأمر لله يفعل ما يشاء، وربُّنا تبارك كلَّ يومٍ هو في شأن؛ فإن نزل القضاء فالحمد لله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر...» ، ثمّ أنشد:

فإن تكنِ الدنيا تُعدّ نفيسةً

فدارُ ثوابِ الله أعلا وأنبلُ(4)

____________________

(1) الدرّ النضيد / 353، والأبيات للشيخ حسن قفطان النجفي.

(2) الشهيد الخالد الحسين بن عليّعليه‌السلام / 47.

(3) مسكّن الفؤاد / 80.

(4) المناقب 4 / 91، وتاريخ مدينة دمشق / 64، ومقتل الحسينعليه‌السلام - للخوارزمي 1 / 23.