خاصّة(1) :
لَنِعْمَ الحُرُّ حُرُّ بَني رِياحِ | صبورٌ عندَ مشتَبكِ الرماحِ | |
وَنِعْمَ الحرُّ إذْ فادى حسين | وجاد بنفسه عند الصباحِ |
والحلم هو طمأنينةُ النفس، بحيث لا يُحرِّكها الغضب بسهولة، ولا يزعجُها المكروهُ بسرعة؛ فهو الضدُّ الحقيقيُّ للغضب؛ لأنَّه المانعُ من حدوثِه وبعدَ هيجانه.
والحلم أشرفُ الكمالاتِ النفسيّة بعد العلم، بل لا ينفع العلـمُ بدونه أصلاً؛ ولذا كلّما يُمدح العلـمُ أو يُسأل عنه يُقارَنُ به. قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله :«اللَّهمَّ أغنني بالعلْم، وزيِّنِّي بالحلْم» .
وقالصلىاللهعليهوآله :«إنَّ الله يُحِبُّ الحيّيَ الحليم» .
وقالصلىاللهعليهوآله :«ما أعزَّ الله بجهلٍ قطّ، ولا أذلَّ بحلمٍ قطّ» .
وقال أمير المؤمنينعليهالسلام :«ليس الخيرُ أن يكثر مالُك ووُلْدُك، ولكنَّ الخيرَ أن يكثُرَ علـمُك ويَعظُمَ حِلْمُك» .
وقال عليُّ بنُ الحسينعليهماالسلام :«إنَّه لَيُعجبُني الرجلُ أن يُدركَه حِلْمُه عند غضبه» .
وقال الرضاعليهالسلام :«لا يكون الرجلُ عابداً حتّى يكون حليماً» (2) .
والحلم - كما يرى علماءُ الأخلاق - من آثارِ قوّةِ النفسِ وشجاعتِها،
____________________
(1) روضة الواعظين / 160، أمالي الصدوق / 97 - المجلس 30.
(2) جامع السّعادات 1 / 295 - 297.