فقال الأعرابيّ: علْمٌ معه حلْم.
قال:«فإنْ أخطأه ذلك؟» .
قال: فمالٌ معه كرم.
قال:«فإنْ أخطأه ذلك؟».
قال: ففقْرٌ معه صبر.
قال:«فإنْ أخطأه ذلك؟» .
قال: فصاعقةٌ تنزل من السماء فتحرقه.
فضحك الحسينعليهالسلام ورمى بالصرّة اليه.
والحياء صفةٌ معروفةٌ عند أهل البيت (سلام الله عليهم)؛ إذ هم أشدُّ الناسِ حياءً من الله تعالى، وكلّما أرادوا أن يُعطوا خالط عطاءهمُ الحياء؛ لأنّهم (صلوات الله عليهم) يستقلّون هباتِهم، وقد عزفتْ نفوسهم عن حطامِ الدنيا، ورجَوا للناس أن تُقضى حوائجُهم، ولولا خشية الإسراف لبذلوا ما يبهتُ له السائل؛ إذ مروّتُهم أعلى ممّا يطلبهُ الناسُ ويحتاجونه.
جاء رجلٌ إلى الإمام محمّد الجوادعليهالسلام فقال له: أعطنِي على قدْرِ مروّتِك.
فقالعليهالسلام :«لا يَسَعُنِي» .
فقال: على قدْري.
قالعليهالسلام :«أمَّا ذا فَنَعَم. يا غلامُ، أعطِه مئتَي دينار» (1) .
وإذا كان في المرء حياءٌ فإنَّك تنتظرُ منه خصالاً طيّبةً اُخرى؛ لأنَّ النبيّ
____________________
(1) كشف الغمّة 2 / 289.