25%

بنت علي عليهما‌السلام تقول: مَن أراد أن لا يكون الخلق شفعاؤه إلى الله فليحمده؛ ألم تسمع إلى قولهم: سمع الله لمن حمده؟ فخف الله لقدرته، واستحِ منه لقربه منك.

خطبتها في الكوفة

حدّث حذلم بن كثير قال: قدمتُ الكوفة في المحرم سنة إحدى وستّين عند منصرف علي بن الحسين عليه‌السلام والسبايا من كربلاء، ومعهم الأجناد يحيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فلمّا أقبل بهم على الجمال بغير وطاء، خرجن نسوة أهل الكوفة يبكين وينشدن.

وذكر الجاحظ في (البيان والتبيين) عن خزيمة الأسدي قال: ورأيت نساء أهل الكوفة يومئذ قياماً يندبن، متهتّكات الجيوب.

قال حذلم بن كثير: فسمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول بصوت ضئيل ضعيف، وقد أنهكته العلة، والجامعة في عنقه، والغل في يديه، ويداه مغلولتان إلى عنقه: (( إنّ هؤلاء النسوة يبكين، إذاً فمن قتلنا؟! )) .

قال: ورأيت زينب بنت علي عليهما‌السلام ، ولم أرَ خفرة (1) أنطق منها، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليه‌السلام .

____________________

(1) الخفر (بالتحريك): شدة الحياء، ومن قولهم: تخفّرت المرأة، اشتد حياؤها. (لسان العرب)