25%

فقال لها ابن زياد: لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين، والعصاة المردة من أهل بيتك.

فقالت: لعمري، لقد قتلت كهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فان كان هذا شفاؤك فلقد اشتفيت.

فقال (لعنه الله): هذه سجّاعة، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً شاعراً.

فقالت: يابن زياد، ما للمرأة المسبية والسجاعة! وإنّ لي عن السجاعة لشغلاً.

خطبتها في مجلس يزيد

واستمع الآن إلى خطبتها في مجلس يزيد بن معاوية. روى الشيخ الصدوق، وابن طيفور، وغيره من أرباب التاريخ، قال: لما اُدخل علي بن الحسين عليه‌السلام وحرمه على يزيد (لعنه الله)، وجيء برأس الحسين عليه‌السلام ووُضع بين يديه في طشت، وجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده، وهو يتمثّل بأبيات ابن الزبعري المشرك:

يـا غرابَ البين ما شئت فقلْ

إنّـما تـذكر شيئاً قـد فُعلْ

لـيت أشـياخي ببدرٍ شهدوا

جزعَ الخزرج من وقع الأسلْ

حـين حـكّت بقباء بركَها

واستحرَّ القتلُ في عبد الأشلْ

لأهـلّـوا واسـتهلوا فـرحاً

ثـمّ قـالوا يـا يزيدَ لا تُشلْ

لـعبت هـاشمُ بـالملك فلا

خـبرٌ جـاء ولا وحيٌ نزلْ

لـستُ من خندف إن لم أنتقمْ

مـن بـني أحمدَ ما كان فعلْ