25%

الحائك (1) ! أغرّك ابنُ أبي قحافة حين زوّجك اخته؟! )). فخاب الأشعث مما به ورجع آيساً.

ولكن أمير المؤمنين عليه‌السلام كان بودّه أن يزوج بناته من أبناء أخيه؛ اقتداءً بقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عندما نظر ذات يوم إلى أولاد علي وجعفر، قال: (( بناتنا لبنينا، وبنونا لبناتنا )) . فأعطى علي عليه‌السلام رقية لابن أخيه مسلم بن عقيل (2) ، وزوّج السيدة زينب عليها‌السلام من ابن أخيه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام على صداق اُمّها سيدة النساء فاطمة عليها‌السلام على أربعمئة وثمانين درهماً، ووهب المهر علي عليه‌السلام إيّاه من خالص ماله.

زوجها

عبد الله بن جعفر هو أوّل مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة، ونشأ وترعرع في حجر عمّه أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى أن زوّجه ابنته زينب الكبرى. وكان عبد الله بن جعفر بن

____________________

(1) الحائك هنا: يريد به المحتال، أو الذي يحوك الكلام كذباً، وكان أبو بكر قد زوّج اُخته اُمّ فروة بنت أبي قحافة من الأشعث؛ وذلك إنّ الأشعث ارتدّ فيمن ارتد من الكنديِّين، واُسر فاُحضر إلى أبي بكر، فأسلم، وأطلقه وزوّجه اُخته اُمّ فروة، فأولدها محمّد بن الأشعث، وكان محمّد من قوّاد جيش ابن زياد، وممّن حارب الحسين عليه‌السلام يوم الطفِّ.

(2) مسلم بن عقيل ابن عم الحسين عليه‌السلام ورسوله إلى أهل الكوفة، قتله ابن زياد، وأمر به فرموا جسده من على سطح قصر الإمارة إلى الأرض، وسحبوه بأسواق الكوفة، وقبره اليوم إلى جنب المسجد الأعظم بالكوفة يُزار ويُتبرك به.