3%

إلى شخصٍ آخر، فيكون بيانه - إضافةً إلى من يحتاج البيان - تفسيراً دون الشخص الآخر.

وأمّا إذا أخذنا بالاتجاه الآخر الذي يرى: أنّ التفسير لا يشمل موارد حمل اللّفظ على معناه الظاهر مهما كان الظهور معقّداً، وأنّ التقسيم مختصٌّ بحمل اللّفظ على ما يكون ظاهراً من اللّفظ فبالإمكان أن نتصوّر للتفسير معنىً (موضوعيّاً) مطلقاً لا يختلف باختلاف الأفراد؛ لأنّنا نلاحظ عندئذٍ اللُّغة نفسها، فإن كان المعنى الذي يُذكر للفظ هو المعنى الذي يقتضيه الاستعمال اللُّغوي بطبيعته فلا يكون ذلك تفسيراً، حتّى إذا كان محاطاً بشيءٍ من الخفاء والغموض بالنسبة إلى بعض الأشخاص، وإن كان المعنى معنىً آخر لا يقتضيه الاستعمال اللُّغوي بطبيعته، وإنّما عيّناه بدليلٍ خارجي هو (التفسير).

3 - تفسير اللّفظ وتفسير المعنى:

والتفسير على قسمين باعتبار الشيء المفسّر:

1 - تفسير اللّفظ.

2 - تفسير المعنى.

وتفسير اللّفظ عبارة عن (بيان معناه لغةً)، وأمّا تفسير المعنى فهو: تحديد مصداقه الخارجي الذي ينطبق عليه ذلك المعنى.

فحين نسمع شخصاً يقول: إنّ دول الاستكبار الكافر تملك أسلحةً ضخمة، تارةً نتساءل: ما هو معنى الأسلحة؟

ونجيب عن هذا السؤال: إنّ الأسلحة هي الأشياء التي يستعين بها صاحبها في قهر عدوّه.

وأُخرى نتساءل: ما هي نوعيّة السلاح الذي تملكه تلك الدول؟

ونجيب: إنّ سلاحها القنابل الذرّيّة أو الصواريخ بعيدة المدى أو أقمار التجسّس الفضائية أو الغواصات الذرّيّة أو...

ففي المرّة الأُولى فسّرنا اللّفظ إذ ذكرنا معناه لغةً، وفي المرّة الثانية فسّرنا المعنى