التفسير في عصر الصحابة والتابعين
من خلال البحث السابق عرفنا أنّ علم التفسير تكوّن ووُجد في عصر الصحابة، وتطوّر بشكلٍ واضحٍ في عصر التابعين، ومع ذلك فنحتاج من أجل الإحاطة بأبعاد التفسير في هذا العصر أن نتعرّف على الطبيعة العامّة للتفسير والمصادر الرئيسة له ونقد هذه المرحلة وتقويمها.
ومن الممكن أن نجزم بأنّ الظاهرة التي كانت تعمّ التفسير في هذه المرحلة هي مواجهة القرآن الكريم كمشكلةٍ لُغويّةٍ وتاريخية، ومن أجل أن نكون أكثر إدراكاً لطبيعة هذه المرحلة؛ لا بُدّ لنا أن نعرف ما تعنيه (المشكلة اللُّغوية والتأريخية) من معنى:
فالكلام في اللُّغة - وعلى الأخص اللُّغة العربية - تشترك في تحديد معناه عوامل مختلفة يمكن أنْ نلخّصها بالأُمور التالية:
أ - الوضع اللُّغوي للّفظ، فإنّ كلَّ لفظٍ في اللُّغة نجد في جانبه معنىً خاصّاً محدّداً له.
ب - القرائن اللّفظيّة ذات التأثير الخاص على الوضع اللُّغوي والتي تسبّب صرف اللّفظ عن معناه الحقيقي، وهذا هو الشيء الذي يحصل في الاستعمالات المجازية، بما للمجاز من مدلولٍ عام يشمل الاستعارة والكناية وغيرهما.
ج - القرائن الحاليّة التي يكون لها - أيضاً - تأثيرٌ خاصٌّ على المدلول اللّفظي.