3%

أعراب البادية.

وقد رجعت الأُمّة - بعد اتساع دائرة الإسلام بشكلٍ كبير - إلى جميع هؤلاء دون تمييزٍ بين المخلصين منهم أو الأقل إخلاصاً أو المنافقين؛ لأنّهم طُرحوا جميعاً للأُمة على أساس أنّهم يمثّلون المرجع الفكري لها، بسبب وجود الفراغ في هذا الجانب، فكان من نتائج ذلك تأثّر الثقافة الإسلامية التي أُعطيت للمسلمين - من قِبَل الصحابة - ما يلي:

أ - بالاتجاهات السياسية المختلفة أو الثقافات الرسوبيّة التي عاشتها تلك الحقبة.

ب - بالاتجاهات المصلحيّة ذات الطابع الشخصي أو القَبَلي.

مظاهر هذه النتائج في المعرفة التفسيريّة:

وقد تأثّرت المعرفة التفسيريّة بهذه النتائج التي فرضها المحتوى الداخلي للصحابة على الثقافة الإسلامية، فاتّسمت بدورها بنفس نقاط الضعف التي اتّسمت بها الثقافة الإسلامية بشكلٍ عامٍّ في ذلك العصر.

ومن أجل أن نحدّد هذه النقاط ونوضّح مدى تأثّر المعرفة التفسيرية بها يجدر بنا أن نذكر بعض الشواهد من المعرفة التفسيرية على مظاهر نقاط الضعف، ولنأخذ كلّ واحدٍ منها بشكلٍ مستقل:

أوّلاً: عدم استيعاب عامّة الصحابة للثقافة الإسلامية:

لسنا بحاجةٍ هنا إلى أن نرجع مرّةً أُخرى لنعرف مدى صحّة هذا الحكم بعد أن عرفنا ذلك في بحث (التفسير في عصر الرسول) ولا نريد هنا إلاّ أن نبحث عن المظاهر التي أشاعتها في المعرفة التفسيرية نقطة الضعف هذه، ويمكن أن نلخّص ذلك في النقاط التالية: