3%

من خلال بيان معرفتهم بزمان نزول الآيات ومَن نزلت فيه و... (1) ، فإنّ هذا التأكيد لا يُراد منه مجرّد بيان سعة علمهم بالأحداث، وإنّما لبيان ارتباط ذلك بفهم القرآن وتفسيره.

الثالث: الاعتماد على السنّة الصحيحة في التفسير:

الأخذ المباشر في التفسير عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والاعتماد على السنّة النبويّة، وتعليم رسول الله القواعد والضوابط التي يمكن من خلالها تفسير القرآن وفهمه ومعرفة مقاصده وأغراضه، كل تلك الأُمور شدّد أهل البيت (عليهم السلام) على الالتزام بها في أحاديثهم انطلاقاً من نقطتين رئيستين:

الأولى:

ما أشرنا إليه من تعليم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام) تفسير القرآن بشكلٍ كاملٍ.

إضافةً إلى النصوص السابقة التي أشرنا إليها، نجد بعض النصوص تؤكّد هذا المعنى بشكلٍ خاص.

الثانية:

إنّ القرآن الكريم والسنّة النبويّة قد استوعبا كلَّ القضايا التي يحتاجها الإنسان في حياته؛ لأنّهما يمثِّلان الرسالة الخاتمة للبشريّة، ولا بُدّ لهما من هذا الاستيعاب، ولذلك فلا بُدّ من الرجوع إليهما في كلِّ هذه القضايا، وعدم جواز الأخذ بالرأي والقياس والاجتهاد والظنون.

غاية الأمر أنّ الناس العاديين ليس لهم القدرة على فهم القرآن والسنّة، بالشكل الذي يستوعب كلّ هذه القضايا، أو لم يتلقوا من الرسول (صلّى الله عليه وآله) كلّ هذه الأُمور كما ذكرنا في النقطة الأُولى.

ومن هنا نجد أهل البيت (عليهم السلام) يؤكّدون هذه الشمولية والاستيعاب للقرآن الكريم والسنّة النبويّة، ويرفضون أيّ طريقٍ آخر للوصول إلى الأحكام الشرعية، ولا يسمحون حتّى لأصحابهم أن يسلكوا الطُرُق الاجتهادية: كالقياس من دون

________________________

(1) راجع النص السابق الذي رواه الكليني عن سليم بن قيس، في الصفحة 260.