أسباب النزول *
نزل القرآن الكريم لهداية الناس وتنوير أفكارهم وتربية أرواحهم وعقولهم، وكان في نفس الوقت يحدّد الحلول الصحيحة للمشاكل التي تتعاقب على الدعوة في مختلف مراحلها، ويجيب عن ما هو جدير بالجواب من الأسئلة التي يتلقّاها النبيُّ من المؤمنين أو غيرهم، ويعلِّق على جملةٍ من الأحداث والوقائع التي كانت تقع في حياة الناس، تعليقاً يوضِّح فيه موقف الرسالة من تلك الأحداث والوقائع، كما ذكرنا آنفاً.
وعلى هذا الأساس، كانت آيات القرآن الكريم تنقسم إلى قسمين:
أحدهما: الآيات التي نزلت لأجل الهداية والتربية والتنوير دون وقوع سبب معيّن - في عصر الوحي - أثار نزولها:
كالآيات التي تصوّر قيام الساعة، ومشاهد القيامة، وأحوال النعيم والعذاب، وغيرها، فإنّ الله - تعالى - أنزل هذه الآيات لهداية الناس، من غير أن تكون إجابةً عن سؤال، أو حلاً لمشكلةٍ طارئة، أو تعليقاً على حادثةٍ معاصرة.
والآخر: الآيات التي نزلت بسببٍ مثيرٍ وقع في عصر الوحي واقتضى نزول القرآن فيه:
كمشكلةٍ تعرّض لها النبيُّ والدعوة وتطلّبت حلاً أو سؤالاً استدعى الجواب عنه، أو واقعة كان لا بُدّ من التعليق عليها، وتُسمّى هذه الأسباب التي
________________________
(*) كتبه الشهيد الصدر (قُدِّس سرّه).