3%

( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ... ) (1) .

( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) (2) .

( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إلاّ خلا فِيهَا نَذِيرٌ ) (3) .

وجاء التعبير في بعض الآيات عن ذلك بوجود الشهيد في كلّ أُمّة (4) .

تفسير الاختصاص بالمنطقة المحدودة:

ومن هنا فلا بُدّ من تفسير هذه الظاهرة بتفسيرٍ آخر، ويمكن أن يكون هذا التفسير هو: أنّ القرآن الكريم إنّما خصّ هؤلاء الأنبياء بالذكر باعتبار أنّ الغرض الأساس من القصّة - كما ذكرنا - هو انتزاع العبرة واستنباط القوانين والسنن التأريخية منها، ولم يكن الغرض من القصّة السرد التأريخي لحياة الأنبياء أو كتابة تأريخ الرسالات، ولذلك يتحدّث القرآن عن الأُمور العامّة المشتركة بين هؤلاء الأنبياء عدا بعض الموارد التي يكون هناك غرضٌ خاصٌّ في طرح بعض القضايا فيها.

ولمّا كان تأثير القصّة في تحقيق هذه الأغراض يرتبط بمدى إيمان الجماعة بواقعيّتها، وإدراكهم لحقائقها، ومدى انطباق ظروفها على ظروف الجماعة نفسها، لذا تكون القصّة المنتزعة من تأريخ الأُمّة نفسها، ومن واقعها وظروفها وحياتها، أكثر تأكيداً وانطباقاً على السنّة التأريخية.

وبذا تكون هذه القصص أكثر انسجاماً مع هذا الهدف القرآني، بلحاظ أنّ القاعدة التي يريد أن يحقق القرآن الكريم التغيير فيها في المرحلة الأُولى هي

________________________

(1) التوبة: 115.

(2) يونس: 47.

(3) فاطر: 24.

(4) النساء: 41، النحل: 84، القصص: 75.