3%

فرعون نفسه في وضعٍ مخزٍ ومحرج، الأمر الذي اضطرّه لأن يلجأ إلى الإنذار والوعيد والتهديد باستخدام أساليب القمع والإرهاب؛ فقال للسحرة:

( آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى ) ، ولم يكن موقف السحر - بعد أن انكشفت لهم الحقيقة وهداهم الله إليها - إلاّ ليزداد صلابة وثباتاً واستسلاماً لله رجاء مغفرته ورحمته (1) .

إصرار فرعون وقومه على الكفر ومجيء موسى بالآيات:

وقد أصرّ فرعون وقومه على الكفر وصمّموا على مواصلة خط اضطهاد بني إسرائيل وتعذيبهم، حيث قال الملأ من قومه ( أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) .

وواجه موسى وبنو إسرائيل ذلك بالصبر والثبات انتظاراً للوقت الذي يحقّق الله سبحانه فيه وعده لهم بوراثة الأرض.

ولكن الله سبحانه أمر موسى أن يعلن لفرعون وقومه بأنّ العذاب سوف ينزل بهم عقاباً على تكذيبهم له وتعذيبهم لبني إسرائيل وامتناعهم عن إطلاقهم وإرسالهم، فجاءت الآيات السماويّة يتلو بعضها بعضاً فأصابهم الله بالجدب، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، وكانوا كلّما وقع عليهم العذاب والرجز.

( قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ* فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ ) (2) .

________________________

(1) الأعراف: 110 - 126، يونس: 80 - 89، طه: 57 - 76، الشعراء: 34 - 52.

(2) الأعراف: 127 - 135، غافر: 23 - 27، الإسراء: 101 - 102، طه: 59، النمل: 13 - 14، القصص:

36 - 37، الزخرف: 46 - 50، القمر: 41 - 42، النازعات: 20 - 21.