3%

الائتمار بموسى (عليه السلام) لقتله وطغيان فرعون:

وأمام هذه الآيات المتتاليات التي جاء بها موسى، لم يجد فرعون وقومه أُسلوباً يعالج به الموقف، غير الائتمار بموسى لقتله وادّعاء القدرة على مواجهة آلهته، فنجد فرعون يأمر هامان بأن يتّخذ له صرحاً ليطّلع منه على أسباب السماوات ويتعرّف على حقيقة إله موسى.

ولكنّ فرعون يفشل في كلا الجانبين، فلم يتمكّن من أن يحقّق غايته من وراء بناء الصرح، كما لم تصل يده إلى موسى؛ لأنّ أحد المؤمنين من آل فرعون يقف فيعظهم ويؤنّبهم على موقفهم من موسى، ويبادر إلى إخباره بنبأ المؤامرة فينجو (1) .

خروج موسى (عليه السلام) ببني إسرائيل من مصر:

وحين واجه موسى محاولة اغتياله ورأى إصرار فرعون وقومه على اضطهاد بني إسرائيل وتعذيبهم، ووجد أنّه لم تنفع بهم الآيات والمواعظ، صمّم على الخروج ببني إسرائيل من مصر والعبور بهم إلى جهة الأرض المقدّسة، وقد نفّذ موسى هذه العملية وسار ببني إسرائيل متّجهاً إلى سيناء.

ولم يقف فرعون - وقومه معه - أمام هذه الهجرة مكتوف اليدين، بل جمع جنده من جميع المدائن وقرّر ملاحقة موسى وبني إسرائيل وإرجاعهم إلى عبوديّته بالقوّة.

ووجد موسى وبنو إسرائيل - نتيجة هذه المطاردة - أنفسهم : أنّ البحر من إمامهم، وفرعون وجنوده من خلفهم، وارتاع بنو إسرائيل من الموقف وكادوا يكذبون ما وعدهم به موسى من الخلاص، ولكنّ موسى بإيمانه الوطيد أخبرهم أنّ الله سبحانه سوف يهديه طريق النجاة، وتحقّق ذلك إذ أوحى الله :

( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) (2) ، ويظهر بينهما طريق

________________________

(1) القصص: 38، غافر: 28 - 46.

(2) الشعراء: 63.