وبهذا القدْر نكتفي من سرد القصّة حسب تسلسلها الزمني (1) .
بعد أن انتهينا من بحث قصّة موسى بحسب ذكرها في القرآن الكريم وعرضها بتسلسلها التأريخي، يجدر بنا أن ندرسها من جانبين يختلفان عن جانب دراستنا السابقة للقصّة:
الجانب الأوّل:
هو ملاحظة ميزات وخصائص المراحل العامّة التي مرّ بها موسى في حياته.
الجانب الثاني:
هو ملاحظة الموضوعات التي تحدّثت عنها القصّة بشكلٍ عام.
وبصدد الجانب الأوّل نجد موسى (عليه السلام) قد مرّ بمراحل ثلاث رئيسة خلال حياته؛ حيث تبدأ المرحلة الأُولى بولادته وتنتهي ببعثته إلى فرعون وقومه، وتبدأ الثانية من البعثة وتنتهي بالعبور، وتبدأ الثالثة بالخروج وتنتهي بنهاية حياته.
ويعتمد هذا التحديد في المراحل الثلاث على المقدار الذي تحدّث القرآن الكريم فيه عن حياة موسى (عليه السلام).
وتتمثّل المرحلة الأُولى من حياة موسى في دورين:
الأوّل:
ينتهي بخروجه من مصر خائفاً.
الثاني:
هو الذي ينتهي برؤيته النار عند بعثته.
وحين نلاحظ الظواهر العامّة في هذين الدورين يبرز لنا موسى في شخصيّته
________________________
(1) تراجع (قصص الأنبياء) لعبد الوهاب النجّار بصدد الأحداث التي وقعت لموسى مع قومه بني إسرائيل، وإن كنّا قد لا نتّفق معه في بعض الخصوصيّات التي يسردها.